الأكزيما عند الأطفال

الأكزيما عند الأطفال، أو التهاب الجلد التأتبي، هو مرض جلدي مزمن يسبب حكة شديدة. يعاني 3% من الرضع من هذا المرض، ويمكن أن يستمر حتى مرحلة الطفولة المبكرة في 90% من الرضع المصابين.

قد يستمر المرض بعد مرحلة البلوغ، حيث يعاني حوالي 50% من المصابين من الربو أو التهاب الأنف التحسسي. يُعتبر المرض من نوع فرط الحساسية الحاد من النوع الأول وفقًا لتصنيف جيل وكومبس، حيث يُلاحظ زيادة في مستوى الغلوبولين المناعي E في مصل المرضى مع اضطراب في المناعة الخلوية.

أعراض المرض عند الرضع:

احمرار، وذمة، وحويصلات على الخدين التي تنفجر لتشكل قشور مصحوبة بحكة شديدة. عند الأطفال الأكبر سنًا، يظهر المرض على شكل لويحات جافة، متحززة، مكشوفة في ثنيات المرفقين، وخلف الركبتين، والعنق.

يكون الجلد جافًا وشاحبًا عند مرضى التهاب الجلد التأتبي. وعليه يجب الإلتزامبتدابير الوقاية: أولاً، يجب التحكم في درجة الحرارة والرطوبة في أماكن معيشة المرضى. يُفضل أن تكون درجة حرارة الغرفة باردة لتجنب التعرق. أما بالنسبة للرطوبة، فيُفضل أن تكون أكثر من 40%، ولكن لا يُفضل أن تكون البيئة رطبة جدًا.

ثانيًا، لا يُنصح بالاستحمام بشكل متكرر أو استخدام أنواع مختلفة من الصابون بكثرة لتجنب جفاف الجلد والحفاظ على رطوبته ونعومته. يُفضل استخدام صابون زيتي لطيف غير مهيج. بعد الاستحمام، يجب استخدام أنواع مختلفة من ملطفات الجلد، ويفضل ارتداء ملابس قطنية غير مهيجة لديها القدرة على امتصاص العرق.

ثالثًا، يجب عدم استخدام العطور، بخاخات الشعر، أو مزيلات العرق. كما يجب الابتعاد عن غبار المنزل وتجنب التعامل مع الحيوانات الأليفة (القطط، الكلاب، والطيور). من المفيد أيضًا التوقف عن التدخين عند قرب المريض.

رابعًا، يوصي معظم الباحثين باتباع نظام غذائي، ويُفضل الابتعاد عن الأطعمة التي يُشتبه في أنها تسبب نوبات، مثل البيض، الأسماك، الطماطم، الحمضيات، الفراولة، الشوكولاتة، التوابل، وحليب البقر. تشير بعض التقارير الحديثة إلى أن الأطفال الذين يتغذون على حليب أمهاتهم يصابون بالمرض بمعدلات أقل من الأطفال الذين يتغذون على أنواع أخرى من الحليب.

خامسًا، الاستقرار العاطفي ضروري لتجنب استفزاز المرض، لذلك يُفضل تجنب الضغط النفسي وتعليم المرضى كيفية الاسترخاء وعدم التوتر.

د. خالد عبد الرحمن
أخصائي أمراض الجلدية