World Class Medical Services

MOHAP: SR26165

tabby-logo-1 1

يمكنك الآن الدفع لاحقًا باستخدام تابي

أمراض البروستاتا واضطرابات البول

البروستاتا هي غدة بشكل مخروطي تحيط بالأمام بالإرجل البولية الخلفية في الفضاء بين عنق المثانة والصمام الخارجي الذي يحكم البول. يخترقها الجزء الأخير من حبل الحيوانات المنوية والقنوات القذالية التي تنقل السائل المنوي إلى مخرجه الطبيعي من القضيب. تفرز البروستاتا سائل البروستاتا الذي يساهم بنسبة 20% من مكونات السائل المنوي.

تبدأ البروستاتا في النمو في الأسبوع الخامس من حياة الجنين، ويسير عملية النمو ببطء شديد حتى سن البلوغ. تزداد حجمًا بسرعة في غضون أشهر لتصل إلى الحجم والوظيفة الكاملين، ويصل حجمها إلى متوسط 15-20 جرامًا بعد البلوغ. بحلول منتصف الربع الرابع من العمر، تبدأ البروستاتا إما في الزيادة تدريجيًا في الحجم (تضخم الشيخوخة) أو في التناقص تدريجيًا.

الأمراض التي قد تؤثر على البروستاتا تشمل التهابات حادة ومزمنة، وقد يتكون خراج في البروستاتا. هناك تضخم شيخوخي في البروستاتا، وأورام سرطانية أيضًا.


غالبًا ما تؤثر أمراض البروستاتا في عملية التبول بدرجات متفاوتة، وتتشارك جميعها في ما يسمى بأعراض اضطرابات المسار البولي السفلي (LUTS) بدرجات متفاوتة، ولكن في كثير من الحالات، تكون أمراض البروستاتا صامتة، دون أعراض مرضية، ويتم اكتشافها بشكل غير متوقع أثناء الفحص الدوري. لهذا السبب، يُوصَى للرجال، خاصة في بداية الربع الرابع من العمر، بفحص البروستاتا بانتظام للحفاظ على صحتها والكشف المبكر عن الأمراض، وليس للعلاج فقط عند وجود أعراض.

 

التهاب البروستاتا: -

هو مرض شائع، حيث يمثل التهاب البروستاتا 8% من جميع زوار عيادات المسالك البولية، وتشير الإحصائيات إلى أن 50% من الرجال يتعرضون لالتهاب البروستاتا في نقطة ما من حياتهم. قد يكون الالتهاب حادًا أو مزمنًا. قد يكون السبب بعض أنواع البكتيريا ويُسمى التهاب البروستاتا البكتيري، ولكن في كثير من الحالات، الالتهاب غير البكتيري، والمسببة بعض الفيروسات والكائنات الدقيقة، أو لا يوجد سبب معروف على الإطلاق ويُسمى ألم الحوض المزمن الناتج عن البروستاتا. تتطلب هذه الحالات فحصا دقيقًا لاستبعاد جميع الأسباب المحتملة لهذه الأعراض قبل الانتقال إلى هذا التشخيص.

الخراج في البروستاتا: -

غالبًا ما ينتج عن عدوى بكتيرية ويصاحبه ألم شديد في الشرج والظهر السفلي، وحرقة وتكرار التبول، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى احتباس البول وقد يصاحبه أعراض عامة للمرض.

 

تضخم البروستاتا الشيخوخي: -

إنه أحد أكثر الأمراض شيوعًا عند الرجال في الربع الرابع من العمر. تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن الإصابة تحدث في 30% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40-50 سنة وتزداد تدريجيًا إلى 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50-60 سنة وتصل إلى 80% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 70-80 سنة. تتراوح الأعراض من اضطرابات في عملية التبول، مثل زيادة تكرار التبول والشعور بعدم إفراغ البول بشكل كامل، إلى تدفق بول ضعيف وصعب، وأحيانًا حتى احتباس البول الحاد أو المزمن. قد يتعرض المريض لمضاعفات مثل التهابات المسالك البولية المتكررة والنزيف البولي، والتي قد تؤدي في بعض الحالات إلى نقص في وظيفة الكلى.

 

سرطان البروستاتا: -

يمثل أكثر أنواع السرطان شيوعًا التي تصيب الرجال وهو السبب الثاني للوفاة بسبب السرطان لدى الرجال بعد سرطان الرئة. غالبًا ما تظهر أعراض المرض في العقد الخامس من العمر، ويزداد الانتشار مع التقدم في العمر. ومع ذلك، أثبتت الدراسات الأخيرة أنه يبدأ في مراحل مبكرة من العمر ولا تظهر الأعراض حتى العقد الخامس أو السادس. قد يكون سرطان البروستاتا صامتًا، دون أي أعراض على الإطلاق في مراحله الأولى، ولكنه يظهر بشكل مفاجئ وعنيف ومفاجئ، مثل أعراض احتباس البول التسديدي، والنزيف البولي، والألم الشديد، خاصة في العظام، في مراحله المتأخرة.


لتشخيص الأمراض المختلفة التي تؤثر على البروستاتا، يجب اتباع الإجراءات التالية:

 

دراسة تاريخ المريض بتفصيل وبعناية، وكذلك تاريخ الأمراض الطبية للأسرة. تبين، على سبيل المثال، أنه إذا كان هناك سرطان البروستاتا في أحد أقارب المريض من الدرجة الأولى، فإن احتمال إصابته بنفس المرض يزداد لمرتين، وتزداد الاحتمالات إلى تسع مرات إذا كانت هناك أكثر من حالة من سرطان البروستاتا في أقارب المريض من الدرجة الأولى.

    • الفحص السريري للمريض، خاصة الفحص الشرجي للبروستاتا، الذي يجب على كل طبيب أن يصر عليه (والذي لا يقبله كثيرون من المرضى في مجتمعاتنا العربية) بسبب أهميته القصوى. قد يكون هذا الفحص مفتاحًا للتشخيص الأولي لسرطان البروستاتا.

    • اتباع مقياس الأعراض الدولي المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية والجمعيات البولية المختلفة لتقييم أعراض البروستاتا، في زيارة المريض الأولى وفي جميع الأوقات التالية، واعتبارها مقياسًا أساسيًا في تحديد الإجراءات التشخيصية والعلاجية.

    • يجب أن يتم إجراء فحوص تشخيصية تدريجية تناسب كل حالة فردية، والتي قد تشمل التحاليل، والأشعة السينية، وفحوصات المثانة، وديناميكية التبول، وأشعة البروستاتا من خلال الشرج أو اللاباروسكوب.

كل رجل، في سن الأربعين، يجب أن يجري تحليل علامات وجود ورم في البروستاتا (P.S.A.) كل عام للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، ولا يجب أن يُهمل هذا الأمر لأن التشخيص المبكر يؤدي إلى علاج بسيط ومعالج وبإذن الله قبل حدوث المضاعفات. يُجرى هذا التحليل للمرضى في أي عمر، حتى في الشباب إذا كان هناك أي شذوذ في طبيعة أنسجة البروستاتا خلال الفحص الشرجي. كما يُوصَى أيضًا بمراقبة نتائج العلاج في حالات سرطان البروستاتا.

مع الألفية الثالثة وإدخال التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج، تطورت طرق علاج أمراض البروستاتا، الدوائية وغير الجراحية، بالإضافة إلى العلاج الجراحي، بشكل كبير. سيتم التحدث عن طريقة العلاج وتقنياته الحديثة في مقال قادم، بإذن الله.

 

د. نبيه كريم

استشاري في المسالك البولية والعقم